Moro وبس !

عفوا ... سأعيش



.


فجأه وجدت نفسي قد توقف بي الزمان .. وكأن بعد الزمان نفسه قد اختفى من عالمي .. فوجدت المشهد لا يتحرك … ساكن .. صامت … لا يخترقه سوى دقات قلبي الضعيف …
.
وكأنه الشاهد الوحيد على إستمرار الحياة .. وشعرت به مع كل دقه .. يصحبها دفعه دماء في داخلي تحاول جاهده ان تسري في داخلي طعم الحياة … لكنها اكتفت بدورها الذي فقط يجعلني استمر في الحياة .. وكأنها هي الاخرى قد أصابها الملل … وتمنت ان تكون الدفعه الأخيرة … وكأنها صوت نشاذ اخترق موت المكان ..
.
أشعر احيانا بان هذا القلب مظلوم معي .. فأشعر بأنه مجبر أن يتحملني بكل عيوبي .. بكل ما أفعل .. يرضى ولا يتكلم .. يعمل ولا يستسلم حتى لو استسلمت أنا … لكني أشعر بحزن دقاته ودفعاته .. مثل تلك التي تسري في أعماقي الآن ..
.
يا الله … كم أنا سعيد أنني أمضيت بعض اللحظات .. حتى لو كنت أفكر في قلبي الحزين وموت المكان .. فلقد مرت بعض اللحظات .. وهذا هو اكثر ما يسعدني .. لكن يصعب علي الرجوع للمكان مرة أخرى .. فهو نفس المكان … كل شيء كمنا هو .. كما تركته منذ لحظات …
.
…………………
.
آه … ما هذا الصمت الرهيب …و إلى متى يستمر حالي هكذا …
.
ما هذا الملل … ملل تام يملأني … أشعر به يكبر ويكبر حتى بدا لي كالوحش الذي يريد خنقي بكل قوة …
.
لقد مللت من كل شيء … من يومي ومن امسي ومن غدي … لكنني حتى هذا فقدته .. .. لقد انتهى بالنسبة لي التعامل بالأيام … ربما أصبح المقياس عندي هو تلك الساعات التي لا تمر .. لكنني فعلا لا أتعامل بها .. إذن بالتأكيد هي ليست الدقائق .. ربما الثواني ؟ ... بالتأكيد هي اللحظات ... فهي التي أجد نفسي أشعر بها ... لحظه لحظه وهي تمر ... وكأنها هي الأخرى يصعب عليها هي الأخرى أن تمر وتتركني .. ربما قد يحلو لها تعذيبي بطولها ووقوفها ..
.
حتى تلك اللحظات .. لاأشعر بها أهي حقيقه تمر .. أم أنها لا تمر .. و أن عجلة الحياة هي التي توقفت قليلا .. كي ترتاح هي وتعذبني أنا ...!
.
لكن .. ما هذا ؟ .. أيصلح أن أسأل هذا السؤال ؟!
.
أيصح أن أسأل هل اللحظات تمر أم لا ؟؟؟!
.
يبدو لي السؤال صحيح بالنسبة لي على الأقل على الرغم من عدم منطقيته ... لكن حتى اذا كان غير منطقي كيف سأجيب عليه لنفسي على الأقل ؟
.
لابد من أن هناك من سأل هذا السؤال من قبل .. بالتأكيد عبر الأزمان هناك من فكر في هذا السؤال و قد وجد أي حل ...
.
بالتأكيد لست أول شخص في تاريخ البشريه يفكر في هذا !
.
نعم ... الحمد لله .. لست أول شخص ... هناك من فكر في هذا الاختراع العبقري ... الساعه !
.
كم هي جميله ! .. تتابعها .. وتتابع هذا العقرب النشيط الذي ييأس ولا يمل من عمله .. عقرب الثوني .. بقفزاته الجميله ..بصوته المزعج الجميل ... الذي يخبرني بأن مع كل قفزه يقينا قد مرت لحظه ... وبعدها لحظه أخرى ... وبعدهما لحظه ثالثه .. ياه كم جميل هذا الشعور !
.
لكنني لا يوجد معي ساعه الآن ... يااااااااه ما هذا الظلم .. حتى هذا الشعور البسيط قد حرمت منه ...
.
ما العمل ... كيف سأكمل .. كيف تكون الحياة بهذا الملل ... !
.
ياه عدنا لنفس المشكله مرة أخرى ...!
.
اذن هي نفسي ... أتكلم معها وأناقشها وتناقشني ... نعم ... هذا هو الح .. ل .. ؟؟؟
.
لا ... حرام ... لقد مللتها هي الأخرى ... كل مرة اصبح هكذا اعود و أكلمها ولا أرى الوقت قد مر .. ولا قد تغيرت حالتي ...
.
ألا يوجد أي شخص أو حتى أي شيء أتكلم معه ...سأنهض لأبحث لعلي أجد من اكلمه ويسمعني ...
.
سأبدا بالبحث هنا .. ممم ... لا يوجد شيء !
.
اذن هنا ... لا يوجد أيضا ...
.
ملل .. ملل .. ملل !
.
أبحث هنا وهو آخر مكان حتى اذا لم أجد ... ولن أجد !
.
ما هذا ... إن يدي تحسست شيء ... ما هذا انه صديقي ... الحمد لله .. انه وقتك فعلا ... كم جميله هي الصداقه ...
.
كيف حالك ... لقد أوحشتني كثيرا ... وكيف حال الأسرة ...
.
ها ... متى وصلت ومتى سترحل ... ألا يحلو لك ان تظل معي ولا ترحل ... لكن لا ...
.
أنا لن احبسك هنا معي ... لأنني اكره تلك الغرفه .. تلك الزنزانه الضيقه ... التي لا اجد فيها أي شيء سواي ..
.
لا ... لن أحبس أحد في تلك الغرفه .. حتى لو كنت في أشد الإحتياج لصديق ...
.
إبق أنت إن شئت وارحل أيضا ان شئت ...لكني أرجوك أن تبقى معي ... لا أريد منك اكثر من هذا ... تظل تهز ظهرك الصغير وتسير في بطء .... فقط تسمعني ..
.
كم هو جميل سيرك هذا ...تبدو لك هذه الزنزانه كالصحراء ... وتبدو لي أنا كالقبر ...
.
لكن هل انت تشعر انك تسير بسرعه ... أم أنك تعرف أنك من ابطأ الحشرات التي رأيتها في حياتي ... أم أن الأمر لا يهمك ...
.
بالتأكيد لا يهمك ... ما المهم في السرعه والبطء ما دام رزقك تكفلب به الله عز وجل وما عليك إلا السعي ... لكن هذه هي قدرتك وانت تعمل بها قدر استطاعتك ... اذن لا معنى للسرعة والبطء مع الاخرين مادمت تتحرك بسرعتك انت !
.
اذن انت تعتقد بأنك سريع ؟؟
.
اذن فهي الحرب ... أنا أيضا سريع .. و أستطيع ان أسبقك ... قف هنا وتكلم معي ..
.
لا تعيرني إهتمام .. إذن لنبدأ ... وسأنتصر عليك .. نعم !
.
لنبدأ ..1 .. 2 .. 3 ..
ياااااااااه ... لقد انتصرت عليك ... لقد سبقتك .. اني استطيع ان انتصر في أي مكان حتى هنا ...
.
أتعرف شيئا ... على الرغم من حبستي تلك .. إلا أنني ظللت ممسكا بشيء .. جعلته يحركني كثيرا وسط هذا السكون التام ... أو قل الشلل التام إن شئت ..
.
فوسط هذا الفراغ جعلته يملأني ... يملأني فعلا .. يملأني فهو ربما اهم من طعامي وشرابي .. وربما أهم حتى من النفس الذي اتنفسه ...
.
فلو فقدته يوما ... لربما نهرت قلبي الصغير .. وطلبت منه عدم الضخ بصورة أو بأخرى ... والتوقف تماما عن صوت النشاذ ليكتمل موت الصورة ... صورة الصمت ....
.
لكنني كلي أمل ... كلي أمل ... ان يصبح شعاع ضوء الشمس الداخل من هذه الفتحه الضيقه أكبر .. وأيضا أحلم بأن تكبر الفتحه التي تجلب لي النور ...
.
حتى يصبح أكبر و أكبر ... وينير الزنزانه ولربما إستطعت ان أرى باقي أركانها الكئيبه ... وربما لن تكون كئيبه لو أنارها ضوء الشمس ...
.
ولربما لو أضاءت الزنزانه لكنت ساعتها أستطيع أن أخرج منها وأتذوق طعم الحريه ...
.
مثلك ربما ..! ,,, يبدو لي أنك استغللت تكلمي عن أحلامي وقررت الخروج مستغلا الفرصه .. و أنا أتفهم ذلك ...
.
إنك لك كل الحق في الخروج من هنا إن استطعت ... و أنا لن أمنعك ... لكن أعذرني سأعيدك فقط لبدايه الطريق .. اول الزنزانه كي تاخذ يوما آخر للوصول إلى هنا .... لأنك الآن ساعتي التي تمر في إنتظار إتساع نور الأمل ...

About this blog

مدونتي هي صوتي ... هي منبري .. هي أنا !

صندوق الموسيقى


MusicPlaylist

ما برميش زباله في الشارع

Facebook Badge

من أحب أن أتابعهم !

لو بتدور على حاجه ... دور هنا :)