Moro وبس !

عفوا ... سأعيش


على غير العادة ... استيقظت في ميعادي ... ووجدت الفطور وقد أعد على غير العادة أيضا ...

فأحسست بإشراقة يوم مميزه ... دفعتني في سعادة نحو النافذة ... لأداعب نسيم الصباح المرح .. يدغدغ شعري الكثيف ... ووجهي الذي لم يستيقظ بعد ... وبدأت في عمل كلاسيكيات يومي المعتادة ككل صباح ...

ومع بداية اليوم الحقيقية ...أردت أن استمتع بيومي جيدا فأغلقت نافذة سيارتي ...وبدأت في السير وأنغام الموسيقى التي أحبها تكمل روعة الإحساس الجميل ....

وأحسست نفسي ساعتها ... مشرقا قويا قادرا على العطاء ... مقبلا على يوم جديد ...وفجأة أحسست بصدمة قويه ... هزتني بشده ... فلو أن ما أفكر فيه قد حدث.... فإن اليوم هكذا سينتهي قبل أن يبدأ ... خاسرا كل ما أستمتع به ...

لكنها هي الحقيقة .. نعم ... صدمت سيارتي من الخلف ...!

فأحسست بكل مشاعر الغضب التي أمتلكها وقد تحفزت بشده ووقفت مشهرة سلاحها ظاهرا على قسمات وجهي ...

فلقد انتهت هكذا حالة الراحة والسعادة التي قلما أبدأ بها يومي ... وشعرت بالغضب أكثر وأكثر .... فكلما تذكرت مقابلتي مع مديري في العمل نتيجة لذهابي العمل متأخرا على العادة على الرغم من استيقاظي مبكرا اليوم !!

وازداد الغضب أكثر وأكثر عندما تخيلت شكل سيارتي الآن عندما تصدم مثل هذه الصدمة .. وما يتبعه من قطع غيار وتركيب وسمكرة .... وكل هذا بمبلغ وقدره .....!

ولكن قبل كل هذا ... أنا يجب أن اخرج لأتشاجر معه ... نعم ... لكن إن آخر مشاجرة رأيتها على حادث مشابه أخذت وقتا طويلا بالاضافه إلى الصياح ومحاولة كل طرف تبريء نفسه ...

ثم بعد كل هذا زوجتي ,,,, يا الله ..... ألطف بنا يارب ...!

وحاملا معي كل هذا وأكثر ... فتحت باب سيارتي ... وقد أحسست أنني أريد قتل من صدمني فعلا ... فمن تسبب لي في كل هذا ... ودون أي ذنب مني ... يستحق كل ما سيلاقيه مني ...

فاندفعت مسرعا .. مجهزا كلماتي ... محددا نبرة صوتي الحادة ... والانفعال يحركني أكثر وأكثر ...

وبينما أستعد للبدء .. إذا بي أجد ... ما لم أتوقع مطلقا ...

فكل ما وجدته هو عينان ضيقتان ... مغرورقتان دمعا ... ووجه مرتعد خوفا ...

وملامح دقيقه لا تشعرني غير بالشفقة ... وتوحي بكثرة مرور الزمن وتوقفه في هذا الوجه ... ووجدت نظرة أمل وخوف مشوبة بالحنان تجاه بناته الثلاث اللاتي بجانبه ... و كأنها نظرة وداع ليواجه ما هو آتي بغضبه وقوته ... يواجهه بضعفه ودموعه ...

و أنا أتابع كل هذا .... فوقفت في مكاني مشدوها ... لا أعرف ماذا أفعل ...

وقد تكسرت بداخلي كل الدوافع القوية السابقة ...

ووجدت نفسي أنظر إليه نظرة طويلة ... لا أعلم مداها ... نظرة عميقة أوصلتني لبعيد .......

نظرة ... وجدتها جذبت ابتسامة ارتسمت على وجهي .. حتى دون أن أعلم ...

وهنا وجدتني أطبع قبلة على جبينه المشربة بالعرق ... قبلة أنقل من خلالها قوتي لضعفه .... وأنقل إلي من حبه ورحمته لقسوتي ... قبلة تواصل ...

فجفف دموعه ... ودعا لي دعوة جميله ... وتحرك بسيارته ... وقد تركني وسط نظرات تعجب و إعجاب ... وفرحة ... وحزن ... نظرات مختلفة وكثيرة تحاصرني ... لكن أهم ما تركه لي فعلا هو إحساسي بأن يومي مميز فعلا ...!

0 التعليقات:

About this blog

مدونتي هي صوتي ... هي منبري .. هي أنا !

صندوق الموسيقى


MusicPlaylist

ما برميش زباله في الشارع

Facebook Badge

من أحب أن أتابعهم !

لو بتدور على حاجه ... دور هنا :)